يكن كلاما ، وجميعها تدخل على الفاعل لتفيد تقريره على صفة
باعتبار معناها ، فيكتسب الخبر حكم معناها وهو إما إثبات كما في كان ، وإمّا نفي ، كما في ليس
وإما استمرار كما في ما زال ، وإنما رفعت الأول لأنها تفتقر إلى اسم يسند إليه
كسائر الأفعال ، فارتفع ما أسندت إليه تشبيها له بالفاعل ، فلما رفعت الأول وجب
نصب الثاني على التشبيه بالمفعول ، ويسمّى الأول اسم كان والثاني خبر كان وحال اسم كان وأخواتها وخبرها مثل حالهما في باب
المبتدأ والخبر ، فيكون الأصل في اسمها أن يكون معرفة ، وخبرها نكرة ، وأمّا قول
القطامي :
قفي قبل
التّفرّق يا ضباعا
|
|
ولا يك موقف
منك الوداعا
|
فإنه قلب فجعل
الاسم نكرة والخبر معرفة ، لأنّ المعنى غير مجهول مع ضعف ذلك وقد روي : ولا يك موقفي ، ومثل ذلك قول حسّان :
وربّ سبيئة
من بيت رأس
|
|
يكون مزاجها
عسل وماء
|
ومثله بيت
الكتاب :
فإنّك لا
تبالي بعد حول
|
|
أظبي كان
أمّك أم حمار
|
فاسم كان نكرة
وهو ظبي ، لأنّ التقدير أكان ظبي ، لاقتضاء الهمزة الفعل بعدها ، وخبرها معرفة وهو
قوله : أمّك ، وارتفع حمار على تقدير أم هو حمار.
__________________