ذكر الأفعال النّاقصة
وهي : كان وصار
وظلّ وبات وأصبح وأمسى وأضحى وآض وعاد وغدا وراح وما فتىء وما برح وما انفكّ وما
زال وما دام وليس ، وهذه الأفعال تدخل على الجملة الاسميّة لإعطاء الخبر حكم
معناها فترفع الأول وتنصب الثاني ، وسيبويه لم يذكر منها غير أربعة وهي : كان وصار
وما دام وليس ، ثم قال : وما كان نحوهنّ من الفعل مما لا يستغني عن الخبر وذلك يدلّ على أنّ هذه الأفعال / غير محصورة لما أعطاه
من الضابط وقد جاء : ما جاءت حاجتك ، وقعدت كأنّها حربة ، بنصب حاجتك لأنّه خبر جاء وهي بمعنى صار واسم جاء
ضمير يعود إلى ما ، والتقدير : أيّة حاجة صارت حاجتك ومنهم من يرفع حاجتك ويجعل ما
استفهامية والأشهر النصب ، وأما قعدت كأنّها حربة أي أرهف شفرته حتى قعدت كأنّها
حربة أي حتى صارت كأنها حربة ، فموضع كان واسمها وخبرها نصب ، لأنّه خبر قعدت واسم
قعدت مضمر يعود إلى الشفرة ، قال الله تعالى : (لا
تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً) أي فتصير ، وإنما سميّت هذه الأفعال ناقصة لنقصها عن غيرها من
الأفعال ، لأنّ غيرها يتمّ كلاما بمرفوعه ، وهذه إن لم يذكر منصوبها مع المرفوع لم
__________________