المخاطب ، بحذف حرف المضارعة فتقول في يضع : ضع ، وفي يضارب : ضارب وفي يدحرج : دحرج ، ولا يريد (١) بصيغة الأمر ما يدلّ على الطلب مطلقا بل هذه الصيغة المخصوصة فيخرج : ليفعل زيد كذا ، لأنه ليس للفاعل المخاطب ، ويخرج : لتفعل كذا لأنّه ليس يحذف حرف المضارعة ، وإن كان قولهم : لتفعل كذا بالتاء المثّناة من فوقها ، قليلا ومنه القراءة الشّاذّة (فبذلك فلتفرحوا هو خير مما يجمعون) (٢) وعلى كلّ حال فإنّ الفعل الداخل عليه لام الأمر لم يحذف منه حرف المضارعة ، وهو معرب بالجزم وصيغة الأمر مبنية (٣) فلا مدخل لأحدهما في باب الآخر ، وحكم آخره حكم المجزوم (٤) باللّام لاشتراكهما في الطلب نحو : اضرب اضربوا ، اغز ارم / اخش فإنّه مثل : ليضرب ليضربا ليضربوا ليغز ليرم ليخش ، وإذا حذفت حرف المضارعة ، فلا يخلو ما بعده من أن يكون متحركا أو ساكنا فإن كان متحركا نطقت به على ما هو عليه كقولك في يقول : قل وفي يعد : عد وفي تدحرج : دحرج وفي تتعلّم تعلّم وفي تقي وتفي وترى : قه وفه وره ، والتزموا هاء السكت في مثل ذلك إذا وقفوا عليه. ليحصل الابتداء بالمتحرّك ، والوقوف على الساكن ، وإن كان ما بعد حرف المضارعة ساكنا وليس برباعي زدت همزة وصل ليتوصّل بها إلى النطق بالسّاكن مضمومة إن كان بعد السّاكن ضمّة أصليّة نحو : اخرج واقتل ، واحترز بقوله : أصلية (٥) عن الضمّة العارضة في نحو : يمشون ويبنون ، فإن أصلهما : يمشيون ويبنيون فاستثقلت الضمّة على الياء ، فحذفت فالتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الياء ثم ضمّ ما قبل الواو للمناسبة ، فصار يمشون ويبنون ، فالضّمّة فيهما
__________________
(١) أي ابن الحاجب في الكافية ، ٤١٨ حيث قال : الأمر صيغة يطلب بها الفعل من الفاعل المخاطب» ونحوه في شرح الوافية ، ٣٥٦.
(٢) من الآية ٥٨ من سورة يونس ، وفي المحتسب ، ١ / ٣١٣ ومن ذلك قراءة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وعثمان بن عفان وأبي بن كعب والحسن وأبي رجاء ومحمد بن سيرين والأعرج وغيرهم «الآية ... ونص الزمخشري في كشافه ، ٢ / ٢٧٧ على أن هذه القراءة هي الأصل والقياس».
(٣) في الأصل مبني.
(٤) الكافية ، ٤١٨ وانظر شرح الوافية ، ٢٥٧.
(٥) في الشافية ، ٥٢٠ : ألحق في الابتداء خاصة همزة وصل مكسورة إلا فيما بعد ساكنه ضمة أصلية فإنها تضم نحو اقتل ... بخلاف ارموا.