جشب ، كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا أذا استنبأناه ، ونحن مع تقريبه إيانا وقربه منّا لا نكاد نكلمه لهيبته ، ولا نبتدئه لعظمته ، يعظم أهل الدين ويحبّ المساكين ، لا
يطمع القوىّ في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، وأشهد بالله لقد رأيته في بعض
مواقفه وقد أرخى اللّيل سدوله ، وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكى
بكاء الحزين ويقول يا دنيا غرّى غيرى ، أبي تعرضت أم إلىّ تشوّقت؟ هيهات
__________________