توكيد النكرة سواء كانت محدودة كيوم وليلة وشهر وحول أم غير محدودة
كوقت ، وزمن ، وذلك لأنّ ألفاظ التوكيد كلّها معارف ، سواء المضاف لفظا وغيره ،
فيلزم تخالفهما تعريفا وتنكيرا ، ولا بدّ من إضافتها إلى مضمر راجع إلى المؤكّد ،
نحو : (فَسَجَدَ
الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ) ، وقد يخلف الضّمير الظّاهر كقول عمر بن أبي ربيعة :
كم قد ذكرتك
لو أجزى بذكركم
|
|
يا أشبه
النّاس كلّ الناس بالقمر
|
وأجاز
الكوفيّون توكيد النكرة ومن توكيدها ب «كلّ» على رأي الكوفيين قول العرجي :
نلبث حولا
كاملا كلّه
|
|
لا نلتقي
إلّا على منهج
|
(الثاني) أن يكون نعتا لمعرفة
فتدلّ على كماله ، وتجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى نحو قول الأشهب بن
زميلة :
وإنّ الّذي
حانت بفلج دماؤهم
|
|
هم القوم كلّ
القوم يا أمّ خالد
|
(الثالث) أن تكون تالية للعوامل
ولو كانت معنويّة فتكون مضافة إلى الظّاهر نحو (كُلُّ نَفْسٍ بِما
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) وغير مضافة نحو : (وَكُلًّا ضَرَبْنا
لَهُ الْأَمْثالَ) وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً ، ومن هذا : نيابتها عن المصدر ، فتكون منصوبة على
أنّها مفعول مطلق نحو : (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ
الْمَيْلِ) ، ومنه :
إضافتها إلى
الظّرف فتنصب على أنّها مفعول فيه نحو «سرت كلّ اللّيل».
٣ ـ أوجه
الإضافة فيها :
هي ثلاثة أيضا
:
(الأوّل) أن
تضاف إلى الظّاهر وحكمها : أن يعمل فيها جميع العوامل نحو «أكرمت كلّ أهل البيت».
(الثاني) أن
تضاف إلى ضمير محذوف وحكمها كالتي قبلها ، وكلاهما يمتنع التّأكيد به كالآية قبلها
: (وَكُلًّا ضَرَبْنا
لَهُ الْأَمْثالَ). والتّقدير : وكلّ إنسان لأنّ التّنوين فيها عوض عن المضاف إليه.
__________________