عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) (٢) بإسناده إلى السّدى عن رسول الله صلىاللهعليهوآله انّه قال : ولاية عليّ يتساءلون عنها في قبورهم فلا يبقى ميّت في شرق ولا في غرب ولا في برّ ولا في بحر إلّا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت يقولان للميّت من ربّك وما دينك ومن نبيّك ومن إمامك ، وعنه عن ابن مسعود قال : وقعت الخلافة من الله تعالى لثلاثة نفر ، آدم في قوله تعالى : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) و (داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) (٣) وأمير المؤمنين (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ،) داود وسليمان (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ) يعنى الإسلام (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ) من أهل مكّة (أَمْناً) يعنى في المدينة (يَعْبُدُونَنِي) يعنى يوحّدوننى (وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) لولاية علىّ (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) يعنى العاصين لله تعالى ولرسوله وهذا كلّه نقله الجمهور واشتهر عنهم وتواتر عنهم «انتهى».
قال النّاصب خفضه الله
أقول : ما ذكر انّ المراد بعمّ عليّ عليهالسلام فلا يصحّ بحسب المعنى والتركيب ويكون هكذا عليّ (يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) ، وأنت تعلم أنّ هذا تركيب فاسد ، وأمّا
__________________
قال : روى عن عبد الخير عن على عليهالسلام قال : سأل صخر بن حرب عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الأمر بعده ، قال : صلىاللهعليهوسلم يا صخر الأمر بعدي لمن هو منى بمنزلة هارون من موسى ، فنزلت (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) ، فلا يبقى ميت في شرق الأرض ولا غربها في بحر ولا بر إلا منكر ونكير يسألانه عن ولاية امير المؤمنين وخلافته يقولان للميت من ربك وما دينك ومن امامك.
(٢) النبأ. الآية ١.
والنبأ محركة الخبر ، والنبي المخبر عن الله تعالى من نبأ وترك الهمزة. ق
(٣) يعنى أرض بيت المقدس ، كذا في شواهد التنزيل.