العباد وإن كانت بقضاء الله وقدره ومشيته وإرادته وخلقه وإيجاده لكنه قضى وقدّر وشاء حصولها ووجودها بآلات العباد بعد خلق الاختيار منهم وجعلهم في صورة الفاعلين الكاسبين ، وهذا جبر بصورة الاختيار منهم وانفعال بصورة الفعل شعر :
فجبر بمعنى واختيار بصورة |
|
فلا تترك المعنى ولا تهدر الصور |
فمن أهدر الصورة فهو جبريّ |
|
فمن ترك المعنى فهو قدريّ |
والحقّ الجمع بينهما «انتهى» ، والإنصاف أنّ الاختيار الصوري والكسب المحلّي على تقدير تحصيل معناه يصلح لجعله سببا للثواب ، لأنّه تفضّل في المآل كما أشرنا إليه سابقا ، أما جعله سببا للعقاب ، فمشكل جدّا ، لأنّه إذا لم يكن فاعلا وكان كسبه وفعله صوريا كان جعله سببا للعقاب ، وبناء العقاب عليه باعتبار حقيقة الفعل
__________________
صحبة استاذه خواجكي الى «كالپى» فأقام هو بها وذهب الشهاب الى «جونفور» بلدة من صوبة إله آباد كانت دار السلطنة للسلاطين الشرقية فاغتنم السلطان ابراهيم قدومه ولقبه «بملك العلماء» فاشتغل بالتدريس والافادة والتصنيف ، فمن آثاره كتاب البحر المواج في تفسير القرآن بالفارسية ، والحواشي الشهيرة على الكافية في النحو تعرف بحاشية الهندي ، وكتاب بديع الميزان في علوم البلاغة ، وشرح كتاب البزدوى في اصول الفقه وشرح قصيدة بانت سعاد ، ورسالة في تقسيم العلوم ، ورسالة في مناقب السادات والعلويين وهي رسالة نفيسة ينقل عنها مولانا آية الله المجاهد السيد حامد حسين في العبقات ويعتمد عليها ، ومن تصانيفه كتاب الإرشاد في الفقه وغيرها ، وبالجملة الرجل من مشاهير علماء تلك الأقطار ويعبر عنه تارة بالدولت آبادي ، وأخرى بملك العلماء الجونفورى فلا تغفل.
توفى سنة ٨٤٩ ببلدة جونفور ودفن في الجانب الجنوبي من مسجد السلطان ابراهيم الشرقي ، فراجع الرحيق المختوم من أبجد العلوم للبحاثة السيد صديق حسن خان ص ٨٩٣ طبع بهوپال.