وامر فبنى فيما بين حد فارس والاهواز مدينة سماها أبزقباذ وهي التي تدعى ارجان انتهى بأختصار.
(يصف طول الليل) :
يخيل لي أن سمر الشهب في الدجى |
|
وشدت بأهدابي اليهن اجفاني |
(أي يوقع في خيالي أن الشهب محكمة بالمسامير) في ظلمة الليل (لا تزول عن مكانها وان أجفان عيني قد شدت) أي ربطت أجفاني (بأهدابها) مائلة (الى الشهب لطول سهري في ذلك الليل وعدم انطباقها والتقائها وهذا) أي احكام الشهب بالمسامير في الظلمة وربط أجفانه بأهداب عينه (أمر ممتنع عقلا وعادة لكنه تخييل حسن) لأنه يسبق الى الوهم صحته من جهة أن هذا المحسوس تقع المغالطة فيه وذلك لأن النجوم لما بدت من جانب الظلمة ولم يظهر غيرها صارت النجوم كالدر المرصع به بساط أسود فيسبق الى الوهم من تخييل المشابهة قبل الالتفات الى دليل استحالة شد النجوم بالمسامير في الظلمة صحة ذلك ولما أدعى انه ملازم للسهر وانه لا يفتر عن رؤية النجوم في الظلمة فصارت عينه كأنها لا تطرف نزلت أهدابه مع الاجفان بمنزلة حبل مع شيء شد به بجامع التعلق وعدم التزلزل فيسبق الى الوهم من تخييل المشابهة بما ذكر صحة ذلك أيضا يدرك جميع ما ذكرنا بالذوق السليم والفهم المستقيم.
الى هنا كان الكلام في تضمن المبالغة في هذا البيت نوع حسن من التخييل (ولفظ يخيل مما يقربه الى الصحة) والحاصل أن في المبالغة في البيت التخييل موجود في نفسه والتصريح بلفظ التخيل أعني قوله يخيل لي يقرب من الصحة فقد اجتمع في الغلو في هذا البيت السببان الموجبان لقبوله.