بأدنى التفات كما في أخافة النطف فليس التخييل فيه على تقدير وجوده فيه حسنا فليس مقبولا لعدم حسنه وأما ما كان خسنا فهو مقبول (كقوله أي قول أبي الطيب عقدت سنابكها) جمع سنبك بضم السين فاعل عقدت (عليها) و (الضميران) المؤنثان في سبابكها وعليها (للجيأد أي عقدت سنأبك تلك الجياد) أي حوافرها (فوق رئوسها عثيرا) بكسر العين وسكون الثاء المثلثة وفتح الياء المثناة من تحت (أي غبارا) وهو مفعول عقدت (لو تبتغي تلك الجياد عنقا هو نوع من السير عليه أي على ذلك العثير لأمكنا أي أمكن العنق) أي السير.
والشاهد في أنه (ادعى أن الغبار المرتفع من سنابك الخيل قد أجتمع فوق رئوسها متراكما متكثفا بحيث صار أرضا يمكن ان يسير عليها تلك الجياد وهذا) السير أي سير الجياد على الغبار (ممتنع عقلا وعادة لكنه تخييل حسن) لأنه نشاء من ادعاء كثرة الغبار وكونه كالارض التي في الهواء.
(وقد أجتمعا أي) السببان الموجبان للقبول وهما (ادخال ما يقرب الى الصحة وتضمن نوع حسن من التخييل في قوله أي قول القاضي الارجاني) بفتح الراء المشددة بعد همزة مفتوحة نسبة الى ارجان وهي على ما قال في معجم البلدان مدينة كبيرة كثيرة الخير بها نخيل كثير وزيتون وفواكه الجروم والصرود وهي برية بحرية سهلية جبلية مائها يسيح بينها وبين البحر مرحلة وبينها وبين شيراز ستون فرسخا وبينها وبين سوق الاهواز ستون فرسخا وكان أول من انشائها فيما حكته الفرس قباد بن فيروز والد انوشروان العادل لما أسترجع الملك من أخيه جاماسب وغزا الروم افتتح من ديار بكر مدينتين ميافارقين وأحد وكانتا في أيدي الروم