كان وجود ذلك في الفرس في غاية الندرة ومن ثم كانت مبالغة.
(وان كان) المدعى المبالغ فيه (ممكنا عقلا لا عادة فاغراق) أي يسمى اغراقا مأخوذ من قولهم أغرق الفرس إذا أستوفى الحد في جريه (كقوله) :
ونكرم جارنا ما دام فينا |
|
ونتبعه الكرامة حيث مالا |
والشاهد في أنه (ادعى أن جاره لا يميل) أي لا يسافر ولا يبعد (عنه الى جانب إلا وهو) أي المتكلم (يرسل الكرامة والعطاء على أثره وهذا ممكن عقلا ممتنع عادة) ولكن في زمانتا يلحق بالممتنع عقلا فتنبه.
(وهما أي التبليغ والاغراق مقبولان) معا وذلك لعدم ظهور الكذب فيهما الموجب للرد.
(وإلا أي وان لم يكن) المدعي (ممكنا لا عقلا ولا عادة) أي ويلزم أن لا يكون ممكنا عادة أيضا وإنما قلنا يلزم ان لا يكون ممكنا عادة أيضا (لأمتناع أن يكون) المدعى (ممكنا عادة ممتنعا عقلا) اذ لا يتصور أن يكون الشيء ممكنا عادة ممتنعا عقلا ضرورة ان الممكن عادة ممكن عقلا ولا عكس أي ليس كل ممكن عقلا ممكنا عادة لأن دائرة العقل أوسع من العادة (فغلو) أي يسمى غلوا مأخوذ من غلا في الشيء اذا تجاوز الحد فيه (كقوله أي قول أبي نواس وأخفت) بسكون الفاء وفتح التاء (اهل الشرك حتى انه الضمير للشأن لتخافك النطف التي لم تخلق) والشاهد في انه (ادعى انه يخاف الممدوح النطف الغير المخلوقة وهذا) الخوف أي خوف النطف الغير المخلوقة من الممدوح (ممتنع عقلا وعادة) لأن شرط الخوف عقلا الحياة فيستحيل حصول الخوف من الفاقد للحياة.
(والمقبول منه أي من الغلو أصناف منها) أي من تلك الاصناف (ما أدخل عليه ما يقربه الى الصحة) أي ما أدخل عليه لفظ يقرب الامر