عمرو فأكرمته اذ معنى الكلام جائني أحدهما فأكرمت ذلك الأحد فأن كانت للتقسيم عاد الضمير عليهما معا كما في قوله تعالى (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما) فحكمها حكم الواو في وجوب المطابقة.
(وتنحصر المبالغة في) ثلاثة أقسام وهي (التبليغ والاغراق والغلو) وذلك (لأن المدعى) الذي بولغ فيه (ان كان ممكنا عقلا وعادة فتبليغ) فيسمى تبليغا مأخوذ من قولهم بلغ الفارس اذا مد يده بالعنان ليزداد الفرس في الجري (كقوله أي قول امرء القيس يصف فرسا له بأنه لا يعرق وان أكثر العدو) والجري (فعادى) ذلك الفرس (عداء في الصحاح العداء بالكسر) أي بكسر العين (للوالات بين الصيدين) بحيث (يصرع أحدهما على أثر الآخر في طلق واحد) أي في شوط واحد.
فحاصل المعنى انه والى ذلك الفرس في شوط واحد (بين ثور ونعجة) أي والى ذلك الفرس بين هذين الصيدين أي جرح احدهما على أثر الآخر في شوط واحد من غير أن يتخلله وقفة لراحة ونحوها (أراد بالثور الذكر من بقر الوحش وبالنعجة الانثى منها).
وأما قوله (ادراكا) فهو بكسر الدال على وزن كتاب أي متتابعا وهو تأكيد لقوله عداء لأن التتابع والموالاة بمعنى واحد (فلم يتضح) ذلك الفرس (بماء) وقوله (فيغسل مجزوم معطوف على لم ينضح أي لم يعرق فلم يغسل) يحتمل انه أراد بالغسل المنفي غسل العرق فيكون تأكيد النفي العرق ويحتمل انه أراد به الغسل بالماء القراح أي لم يصبه وسخ العرق وأثره حتى يحتاج للغسل بالماء القراح.
والشاهد في أنه (ادعى أن هذا الفرس أدرك ثورا وبقرة وحثيين في مضمار) أي في شوط (واحد ولم يعرق وهذا ممكن عقلا وعادة) وان