الغير أى إلى الزمان.
(وإنما المراد) أى مراد الشاعر أن الممدوح كان موجودا سخيا (و) لكن (كان) الزمان (بخيلا به) أى بالممدوح (على) أى باظهاره لي وهدايتي له (فلما أعداه سخائه) أي لما سرى إلى الزمان سخاء الممدوح (أسعدني) الزمان (بضمي إليه) أي إلى الممدوح (وهدايتي له) أى إلى الممدوح.
(وعلى التفاسير الثلاثة) أى تفسير الخطيب في الايضاح وتفسير ابن جنى وتفسير ابن فورجة (فالمصراع) أى مصراع ابي الطيب (مأخوذ من مصراع أبي تمام لأن معناه أى معنى مصراع أبي الطيب على التفسير الأول (بخل الزمان بهلاكه أو بايجاده) هذا على التفسير الثاني (أو بايصاله) أى الممدوح (إلى الشاعر) وهداية الشاعر إلى الممدوح وهذا على الثالث أى تفسير ابن فورجة.
(كما أن معنى مصراع أبي تمام بخله) أى بخل الزمان بمثل المرثى) أى الذي إستشهد في بعض غزواته وهو محمد بن حميد على وزن التصغير.
فتحصل من بيان المعنيين للمصراعين ان بينهما مغايرة واضحة فان البخل في مصراع أبي تمام متعلق بالمثل وفي مصراع أبي الطيب متعلق بهلاكه أو بايجاده أو بايصاله ففي الحقيقة متعلق بنفس الممدوح لا بمثله.
فيعلم من ذلك أنه لا يشترط في هذا النوع من الأخذ والسرقة عدم تغاير المعنيين (ولو إشترط في الأخذ والسرقة (إتحادهما) أى إتحاد المعنيين لمأخوذ والمأخوذ منه (في المعنى بحيث لا يكون بينهما تفاوت ما كما سبق إلى بعض الأوهام) الكاسدة (لما كان) مصراع أبي الطيب (مأخوذا منه) أى من مصراع أبي تمام (على واحد من التفاسير)