والحاصل ان ايجاده واعدامه كان بيد الزمان فسخا بايجاده لكنه لا يسخو باعدامه قط لكونه سببا لصلاحه) اى صلاح الزمان المستلزم لصلاح الدنيا ونظام العالم.
(قلنا) ردا للاعتراض (وعلى تقدير صحة هذا المعنى يكون مصراع ابي تمام) ايضا (اجود سبكا لاستغنائه عن تقدير) هذا (المضاف) أي الهلاك (الذي لا يظهر له قرينة تدل عليه) فلم يخرج مصراع أبي الطيب بهذا التقدير عن المفضولية.
والتحقيق (على أن هذا المعنى) مع ما في هذا التقدير من التكلف الواضح (مما لم يذهب إليه أحد ممن فسر هذا البيت) بل ذهبوا فيه إلى معنيين غير هذا المعنى أحدهما لابن جنى والثاني لابن فورجة بضم الفاء وفتحها.
(قال ابن جنى أى تعلم الزمان من سخائه) أى من جود الممدوح فعرض عليه أى على الزمان سخاء الممدوح قبل وجوده (فسخا به) أى فجاد به على الدنيا (وأخرجه من العدم إلى الوجود ولو لا سخائه) أى سخاء الزماء (الذي استفاد) الزمان (منه) اي من الممدوح (لبخل به على الدنيا واستبقاه لنفسه.
وبعبارة أخرى أن جود الممدوح وسخائه أعدى أى سرى أى تجاوز إلى الزمان قبل وجود الممدوح فتعلم الزمان منه السخاء فسخا به أي جاد فاخرجه من العدم إلى الوجود فلولا سراية جود الممدوح وسخائه إلى الزمان لكان الزمان به بخيلا فكان لا يجود به بل يبقيه في العدم لنفسه.
(قال ابن فورجة هذا تأويل فاسد وغرض بعيد لأن سخاء) شخص (غير موجود) أي الممدوح (لا يوصف بالعدوى) أى بالسريان إلى