لا العارضي فتدبر جيدا.
(وقول ابي الطيب) :
أعدى الزمان سخائه فسخا به |
|
ولقد يكون به الزمان بخيلا |
في معنى البيت خلاف بين ابن جنى وابن فورجه وياتي قولهما عنقريب اما الشاهد فاشار اليه بقوله (فالمصراع الثاني ماخوذ من المصراع الثاني لابي تمام لكن مصراع ابي تمام اجود سبكا لان قول ابي الطيب ولقد يكون بلفظ المضارع لم يصب محزه) اى غرضه (اذا المعنى على محزه) لفظ (الماضي والمراد لقد كان) به الزمان بخيلا لان المراد ان الزمان كان بخيلا به حتى اعداه بسخانه فلا تناسب المضارع اذا لا معنى لكونه جاد به الزمان وهو بخيل به في المستقبل لانه بعد الجود به خرج عن تصرفه فيه) فلا قدرة للزمان في ان يجود به لغيره.
(فان قلت ههنا مضاف محذوف) بين الباء والضمير في قوله به الزمان بخيلا (والفعل المضارع على معناه) فالتقدير يصحح المضارع (اي يكون الزمان بخيلا بهلاكه اعنى لا يسمح بهلاكه ابدا لعلمه بانه سبب لصلاح الدنيا ونظام العالم) فان اهلكه الزمان تفسد الدنيا ويختل النظام ولا يرضى الزمان بذلك.
(قلت السخاء بالشىء هو بذله للغير فالزمان اذا سخا به فقد بذله) للغير (فلم يبق في تصرفه حتى يسمح بهلاكه او يبخل كذا ذكره المصنف) اي الخطيب في الايضاح.
(واعترض عليه بانا سلمنا ان ايجاده لم يبق في تصرفه لكونه تحصيلا للحاصل واما اعدامه) اي اهلاكه (وافنائه فباق بعد) اي بعد ايجاده (في تصرفه فله ان يسمح بهلاكه وان يبخل) بهلاكه (فنفى الشاعر ذلك) اي السماح بهلاكه.