لكفاية أدنى تأمل في معرفة المشتق منه وبه تعرف وجه التسمية في النوعين الآخرين.
وكبير وهو أن يكون بينهما تناسب في اللفظ (أي في الحروف) والمعنى دون الترتيب نحو جبذ من الجذب فأنهما موافقتان في المعنى عند الاكثر.
قال في المصباح جبذه جبذا من باب ضرب مثل جذبه جذبا قيل مقلوب منه لغة تميمية وأنكره ابن السراج وقال ليس احدهما مأخوذا من الآخر لأن كل واحد متصرف في نفسه انتهى.
وأكبر وهو أن يكون بينهما تناسب في المخرج (أي في المعنى أيضا لأن التناسب في المخرج تناسب في الحروف بأعتبار المعنى) نحو نعق من النهق فأن الاول صوت الغراب والثاني صوت الحمار فهما متنافي المعنى وأما تناسبهما في المخرج فظاهر اذ العين والهاء كلاهما من الحلق انتهى بتوسيط كلام المصباح وزيادة منا للتوضيح.
(نحو قوله تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ)) (فَأَقِمْ) و (الْقَيِّمِ) يجمعهما الاشتقاق الصغير (فأنهما مشتقان من قام يقوم) الاولى أن يقول من القيام وكيفكان فهما متوافقان في الامور الثلاثة المذكورة أي الحروف الاصول والترتيب والمعنى.
(والثاني أن يجمعهما أي اللفظين المشابهة) هذا المصدر من قبيل زيد عدل أي عادل فالمشابهة بمعنى المشابه والى هذا أشار بقوله (وهو ما يشبه الاشتقاق وليس بأشتقاق) أي لا الصغير ولا الكبير ولا الأكبر (وذلك بأن يوجد في كل) واحد (من اللفظين جميع ما يوجد في الآخر من الحروف) كالمثال الآتي من التفتازاني على ما صح به بعض شراح المختصر