وذلك إذا كان الكلام سلبيا كقولنا ما زيد بقائم (وقد بينا ذلك في) أوائل (بحث الاسناد الخبري) وقد اوضحناه نحن هناك بما يقتضيه المقام فراجع ان شئت.
(والدليل على ما ذكرنا) من معنى كلام الشيخ (انه) اي الشيخ (قال فان قيل مزية قولنا رأيت اسدا) وهو استعارة (على قولنا رأيت رجلا مساويا للاسد في الشجاعة) وهو تشبيه (ان المساواة في الاول تعلم من طريق اللفظ) اي لفظ الاسد حيث عبر به عن المشبه لينتقل به الى الشجاعة على ما بيناه آنفا مستقصى (وفي الثاني من طريق المعنى) الذي يدل عليه مجموع الالفاظ لغة.
(قلنا لا يتغير حال المعنى) المراد (في نفسه بان يكنى عنه بمعنى آخر و) بعبارة اخرى (لا يتغير معنى كثرة القرى) الذي هو المضيافية (بان يكنى عنه) اي عن هذا المعنى الذي هو المضيافية (فهكذا لا يتغير معنى مساواة الاسد) والشجاعة (بان يدل عليه) اي على هذا المعنى الذي هو مساواة الاسد والشجاعة (وهذا) الذي قاله الشيخ (صريح في ان مراده ما ذكرنا) لا ما فهمه المصنف (لكن المصنف كثيرا ما يغلط في استنباط المعاني من عبارات الشيخ لافتقارها) اي العبارات (إلى تأمل) وامعان نظر (والله اعلم) بحقائق الاشياء وما يراد من العبارات لانها قد تكون بطريق الرمز والاشارات (هذا آخر الكلام في علم البيان والله المشكور على نواله) اي عطائه (وهو المسؤول) والمفتقر اليه (لاتمام القسم الثالث) اي علم البديع (بالنبي وآله) الاطهار عليهم الصلواة والسّلام في الليل والنهار.
قد تم بعون الله وحسن توفيقه ما اردته من شرح الفن الثاني فشرحته