رأيت رجلا مساويا للاسد او زائدا عليه في الشجاعة) فسبب الابلغية بالنسبة اليه انما هو الامر العام وهو ما في كل واحد من الثلاثة أعني تأكيد الاثبات.
فتحصل من جميع ما ذكرنا ان مراد الشيخ انه ليس السبب افادة الزيادة اي الدلالة عليها في كل مورد ودائما بل انما يكون سبب الابلغية في الاستعارة مع التشبيه واما مع غيره فالسبب انما هو الامر العام وهو ما في كل من تأكيد الاثبات الحاصل من الانتقال من اللازم الى الملزوم حسبما مر بيانه هذا كله في الاستعارة.
(و) كذلك الكلام في الكناية فانه (لا يتحقق) ذلك السبب الخاص (ايضا في كثير الرماد وكثير القرى ونحو ذلك) من الكنايات.
(وهذا) اي الاعتراض وجوابه (وهم) اي إشتباه إن قرء بسكون الهاء او غلط ان قرء بفتحها وسيصرح التفتازاني بالثاني (من المصنف بل معنى كلام الشيخ ان شيئا من هذه العبارات لا يوجب ان يحصل له) اي للرجل (في الواقع زيادة في المعنى) الذي اراد المتكلم إثباته للرجل كالشجاعة فيما نحن فيه (مثلا اذا قلت رأيت اسدا فهو لا يوجب ان يحصل لزيد في الواقع زيادة شجاعة لا يوجبها قولنا رأيت رجلا كالاسد) وان كان الدلالة في الأول بسبب الانتقال الذي تقدم بيانه وفي الثاني بسبب الحقيقة والتصريح.
والحاصل ان المعنى المراد وهو اثبات الشجاعة لزيد مثلا لا يتغير سواء عبر بالاستعارة او بالتشبيه او بغيرهما من انحاء الالفاظ والعبارات (وهذا كما ذكره الشيخ من ان الخبر) اي الكلام الخبري (لا يدل على ثبوت المعنى او نفيه مع انا قاطعون بان المفهوم من الخبر ان هذا الحكم ثابت) وذلك اذا كان الكلام ثبوتيا كقولنا زيد قائم (او متفي)