بتلك الملزومات المختلفة الدلالة عليه) أي على ذلك اللازم الواحد (في الوضوح) مثلا يمكن ان يقال ان في جسمي نار كما قال الشاعر الفارسي.
يا رب اين آتش كه بر جان منست |
|
سرد كن زانسان كه كردي بر خليل |
او يقال في جسمي شمس او حركة شديدة او خجل كما قال الآخر :
در دوزخم بيفكن ونام گنه مبر |
|
كاتش بگرمي عرق انفعال نيست |
او يقال زيد محموم او يقال عاشق فكل واحد من هذه الملزومات يدل على اللازم الواحد اعني الحرارة ومن هنا قيل :
وعده وصل چون شود نزديك |
|
آتش عشق تيزتر گردد |
وظاهر ان دلالة النار على الحرارة اوضح عند العوام ودلالة العشق عند الخواص ومثل الحرارة الأنسانية فإنها ملزوم واحد ولها لوازم كثيرة كالحيوانية والناطقية والضاحكية والأكلية ونحوها وظاهر ان بعضها أوضح لزوما له من البعض الآخر.
(وذلك) الذي بينا في وجه الاختلاف وضوحا وخفاء في دلالة الالتزام (لأن المعتبر في دلالة الألتزام ههنا هو ان يكون المعنى الخارج بحيث يلزم من حصول المسمى) أي الموضوع له (في الذهن حصوله) أي الخارج (فيه) أي في الذهن (سواء) كان ذلك الحصول (بلا واسطة) كحصول الكرم في الذهن بسبب حصول كثرة الضيفان فيه (او بواسطة واحدة) كحصول الكرم في الذهن بسبب كثرة الاكلة فيه فإن فيه واسطة واحدة فإن من كثرة الاكلة ينتقل السامع الى كثرة الضيفان ومن كثرة الضيفان الى الكرم وذلك لأن كثرة الاكلة بنفسها لا تدل على الكرم لجواز ان يكون اكلهم بالاشتراء لا بالضيافة (او بواسائط متعددة) كحصول الكوم في الذهن بسبب حصول كثرة الرماد فيه فإن فيه وسائط متعددة فانه كما يأتي في بحث الكناية