وخفاء) بإن يقال زيد كثير الرماد أو كثير احراق الحطب أو كثير الرماد او جبان الكلب أو مهزول الفصيل ولا شك ان انتقال الذهن من كثرة الضيفان للكرم اسرع من انتقاله من كثرة احراق الحطب الى الكرم وذلك لعدم الواسطة بينهما في الأول ووجودها في الثاني وانتقاله من كثرة احراق الحطب الى الكرم أسرع من انتقاله من كثرة الرماد إلى الكرم لأن بين الكرم وكثرة احراق الحطب كما يأتي في اول بحث الكناية ثلاث وسائط وبينه وبين كثرة الرماد كما يأتي هناك اربع وسائط.
وليعلم انه قد يكون الاختلاف في الوضوح والخفاء بسبب كثرة الاستعمال وقلته ككثرة الرماد وهزال الفصيل وجبن الكلب ولا شك ان هذه اللوازم مختلفة في الدلالة على الكرم من جهة الوضوح والخفاء اذ ليس الانتقال من هذه اللوازم الى الكرم مستويا فإن الانتقال من كثرة الرماد اليه أسرعها وذلك لكثرة الاستعمال ولو كثرت وسائطه.
وليعلم أيضا انه قد أورد ههنا بأن الكلام في دلالة الالتزام وهي كما سبق تأدية اللازم بلفظ الملزوم لا العكس كما افاده التفتازاني واجيب بانه اراد باللازم هنا التابع وبالملزوم المتبوع معتبرا في كل منهما اللازمية فوافق ما سبق من ان دلالة الألتزام دلالة اللفظ على اللازم وقد يجاب ان هذا الكلام منه اشارة الى مذهب السكاكي في الكناية فإن الانتقال فيها عنده كما يأتي بيان ذلك من اللازم الى الالمزوم بعكس المجاز فتأمل جيدا.
(وكذا إذا كان لشيء واحد) كالحرارة مثلا (ملزومات) متعددة كالنار والشمس والحركة الشديدة والخحل والحمى والعشق يكون (لزومه) أي لزوم ذلك الشيء الواحد (لبعضها) أي بعض الملزومات (اوضح منه) أي من اللزوم (للبعض الآخر فيمكن تأديته) أي تأدية ذلك اللازم الواحد