(وكثيرا ما تطلق الأستعارة على فعل المتكلم اعني على استعمال اسم المشبه به) أي لفظ الأسد مثلا (في المشبه) أي في الرجل الشجاع (وحينئذ تكون) الأستعارة (بمعنى المصدر) الخالص (فيصح منه الأشتقاق ويكون المتكلم مستعيرا ولفظ المشبه به) أي لفظ الأسد مثلا (مستعارا والمعنى المشبه به) يعني الحيوان المفترس (مستعارا منه والمعنى المشبه) يعني المسمى بزيد أي الرجل الشجاع (مستعارا له والى هذا) الاشتقاق (أشار بقوله فهما أي المشبه به والمشبه مستعار منه ومستعار له واللفظ أي لفظ المشبه به مستعار) وذلك (لأن اللفظ بمنزلة لباس طلب عارية من المشبه به لأجل المشبه و) الضرب الأول أي المجاز) المرسل وهو ما كان العلاقة غير المشابهة كاليد) إذا استعملت (في النعمة وهي موضوعة للجارحة المخصوصة لكن من شأن النعمة أن تصدر منها وتصل الى) المنعم عليه (المقصود بها) أي بالنعمة فالجارحة المخصوصة بمنزلة العلة الفاعلية لها) أي للتعمة (وايضا بها) اي بالجارحة المخصوصة (تظهر النعمة فهي بمنزلة العلة الصورية لها) أي للنعمة إذ بها تظهر النعمة كما يظهر المعلول بصورته وقد ثبت في العلم الأعلى ان شيئية الشيء بصورته لا بمادته فيكون العلاقة المسببية إذ قد أطلق اسم السبب وهو اليد واريد المسبب أي النعمة لأن اليد سبب في صدور النعمة ووصولها الى الشخص المقصود بها (ومع هذا فلا بد من اشارة إلى المنعم) بكسر الشين إذ بدونه لا ينتقل الذهن بسهولة الى النعمة اذ لا قرينة جلية خيره فيخل بأنتقال الذهن من الملزوم الى اللازم فيكون الكلام موصوفا بالتعقيد المعنوي المخل بالفصاحة (مثل كثرت أيادي فلان عندي وجلت يده لدى ونحو ذلك بخلاف اتسعت اليد في البلد) اذ لا قرينة جلية على أن المراد باليد النعمة فلا يصح.