لازما هو الجرئة والشجاعة وان كان لا لزوم عقلا بين تلك الجئة والجرئة فاذا قلنا زيد اسد فهم كل احد انه جريئي وشجاع وكذلك كثرة الرماد والكرم فإذا قلنا زيد كثير الرماد فهم منه كل أحد انه كريم وأنت إذا تتأمل فيما مثلنا وفيما تقدم من الكلام تعرف انه لا يجب في اللزوم ان يكون عقليا بأن كان لا يمكن إنفكاكه بل ولو كان ذلك اللزوم لأعتقاد المخاطب بعرف او غيره وإلى ذلك أشار الخطيب بإتيان لو الوصلية فتدبر جيدا.
واما العرف الخاص الشرعي فمثاله اللزوم الذي بين بلوغ الماء قدر كر وعدم الأنفعال فان هذا اللزوم عند اهل الشرع فاذا قلنا هذا الماء بالغ قدر كر فهم منه المخاطب إذا كان من أهل الشرع عدم الانفعال وكاللزوم الذي بين التسلسل والبطلان وكذلك الدور فانه اذا قلنا هذا الأمر يلزم منه الدور او التسلسل فهم المخاطب اذا كان من اهل الكلام انه باطل وكاللزوم الذي بين الرفع والفاعل فانه اذا قلنا هذا الاسم فاعل فهم النحوي انه مرقووع وكذلك سائر الصناعات كالقدوم والنجار ونحو ذلك.
فقد تحصل مما بينا ان اللزوم الذهني لا بد منه في الدلالة الالتزامية (و) لكن (كلام ابن الحاجب في) كتاب (أصوله مشعر بالخلاف في إشتراط الذهني) حيث قال فيه ودلالته الوضعية على كمال معناه مطابقية وعلى جزئه تضمنية وغير الوضعية التزام ثم قال بعد ذلك وقيل ان كان اللازم ذهنيا انتهى وجه الأشعار إنه أتى بلفظة قيل الدالة على الضعف والتمريض فيفهم من ذلك انه لا يشترط في الالتزام اللزوم الذهني.
(ووجهه العلامة في شرحه بأن بعضهم يعني ابن الحاجب لم يشترط ذلك) اللزوم الذهني (بل جعل دلالة الالتزام ان يفهم من اللفظ معنى خارج عن المسمى سواء كان الفهم بسبب اللزوم بينهما ذهنا او بغيره