أي على التشبيه (وانما يدل عليه علمنا بأن أسدا لا يمكن حمله على زيد تحقيقا وانه انما يكون على تقدير أداة التشبيه سواء ذكر الفعل أو لم يذكر كما في قولنا زيد أسد ولو قيل انه) اي الفعل (ينبيء عن حال التشبيه من القرب والبعد لكان أصوب).
الى هنا كان الكلام في وجه التشبيه (و) اما الكلام في الغرض منه فهو أن (الغرض منه أي من التشبيه في الاغلب) استعمالا (يعود الى المشبه وهو اي الغرض العائد الى المشبه بيان إمكانه يعني بيان أن المشبه أمر ممكن الوجود وذلك في كل أمر غريب يمكن ان يخالف فيه ويدعى امتناعه) من أجل غرابته (كما في قوله اي قول أبي الطيب :
فأن تفق الأنام وانت منهم |
|
فأن المسك بعض دم الغزال |
(فأنه أراد ان يقول ان الممدوح قد فاق الناس بحيث لم يبق بينه وبين الناس مشابهة بل صار اصلا برأسه وجنسا بنفسه وهذا في الظاهر كالممتنع لأستبعاد ان يتناهى بعض أحاد النوع) الواحد (في الفضائل الخاصة بذلك النوع) الواحد (إلى أن يصير كأنه) أي ذلك البعض (ليس منها) اي الاحاد (فأحتج) أي فأستدل (لهذه الدعوى وبين امكانها بأن شبه حاله بحال المسك الذي هو من) جنس (الدماء ثم انه لا يعد من الدماء لما فيه من الأوصاف الشريفة التي لا توجد في الدم) ومن هذا القبيل ما قيل الناس يتفاضلون تفاضل الدماء منها مسك يباع ومنها علق يضاع.
(فأن قلت اين التشبيه في هذا البيت قلت يدل البيت عليه) أي على التشبيه ضمنا وإن لم يدل عليه صريحا لأن المعنى ان تفق الانام مع انك واحد منهم فلا استبعاد في ذلك لأن المسك بعض دم الغزال وقد فاقها حتى لا يعد منها فحالك شبيهة بحال الأسد وليسم هذا تشبيها) ضمنيا مدلولا عليه