في بحث المنادي المضاف الى ياء المتكلم ومنه حذف المضاف والمضافين ومنه حذف الصفة وحذف الموصوف وحذف المعطوف مع حرف العطف وغير ذلك مما يجده المتتبع في طى تلك المباحث إذا عرفت ذلك فاعلم ان الحذف يأتي على (ومهين) الاول (ان لا يقام شيء مقام المحذوف فيكتفي حينئذ بالقرينة الدالة عليه كما مر) انفا (و) الثاني (ان يقام) شىء مقامه (نحو (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ)) فحذف الجزاء (اى فلا تحزن واصبر لان تكذيب الرسل من قبله متقدم على تكذيبه فلا يصح وقوعه جزاء له) لان الجزاء يجب ان يكون مضمونه مترتبا على مضمون الشرط ومتأخرا عنه (بل هو) اي تكذيب الرسل من قبله (سبب لعدم الحزن) الذي هو الجزاء وانما كان سببا له لأن المكروه اذا عم هان فكانه قيل فلا تحزن واصبر لانه قد كذبب رسل من قبلك وانت مثلهم في الرسالة فلك بهم أسوة (فأقيم) السبب (مقام المسبب) الذي هو الجزاء.
(ثم الحذف لا بد له من دليل) يدل عليه (وأدلته كثيرة) منها القرائن اللفظية وهي الاغلب وقوعا والأكثر وضوحا ولذا لم يتكلم عليها و (ومنها ان يدل العقل عليه اي على الحذف و) ان يدل (المقصود الاظهر على تعيين المحذوف) اى ان يدل المقصود الاظهر على كونه مقصودا بحسب العرف في الاستعمال (نحو (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ)) فالمحذوف هنا شىء يدل العقل على حذفه والمقصود الاظهر على تعيينه (اى تناولها فان العقل دل على ان الاحكام الشرعية) الفرعية بل الاصولية (انما تتعلق بالافعال دون الاعيان) كما بين ذلك في تعريف الفقه (فلا بد ههنا من محذوف) يتعلق به الحكم الشرعى أعني التحريم