ابن هشام بأن الخبر لا يحذف إلا إذا سد مسده شيء (واما أكثر اى والمحذوف اما اكثر من جملة) واحدة (نحو (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ)) فانه حذف فيما بين يوسف وما قبله أكثر من جملة واحدة لانه لا يستقيم المعنى إلا بتقدير ذلك (اي فارسلون الى يوسف لاستعبره الرؤيا ففعلوا فأتاه وقال له يا يوسف) فقد ظهر ان المحذوف هنا خمس جمل الاولى لاستعبره الرؤيا اى اطلب منه تعبيرها وتفسيرها والثانية ففعلوا والثالثة فأتاه والرابعة وقال له والخامسة حرف النداء فانها نائبه عن جملة ادعوا واما قوله الى يوسف فهو متعلق الجملة المذكورة اعني ارسلون والدليل على ذلك والقرينة عليه ان نداء يوسف يقتضي ان صاحب السجن وصل اليه وهو متوقف على ارسال الملك وحاشيته اياه والايتاء الى يوسف ثم النداء محكى بالقول والارسال معلوم انه انما طلب للاستعبار فحذف كل ذلك للاختصار للعلم بالمحذوف لئلا يكون ذكره تطويلا لعدم ظهور الفائدة في ذكره مع العلم به.
(ومنه بيت السقط) :
طربن لضوء البارق التعالى |
|
ببغداد وهنا مالهن ومالى |
(اى طربن فاخذت اسكنها وهي لا تسكن ثم اعاودها وتدافعني الى ان قضيت العجب من كثرة معاودتي وشدة مدافعتها) فالمحذوف مجموع ما ذكر.
(والحذف) يأتي (على) وجوه كثيرة ذكرت في طي مسائل النحو منها حذف جزء كلمة مثل حذف النون في (لَمْ يَكُ) فانها حذفت للتخفيف ومثل حذف الياء في (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) وقد ذكرنا وجه ذلك في المكررات