(كانهم) اي بني اسد (قالوا) للشاعر (اصدقنا في هذا الزعم ام كذبنا فقيل في جوابهم (كذبتم فحذف هذا الاستيناف) اي جملة كذبتم (كله واقيم قوله) اي قول الشاعر (لهم الف وليس لكم الاف مقامه) اي مقام الاستيناف المحذوف.
(ويحتمل ان يكون قوله وليس لكم الاف جوابا لسؤال اقتضاه الجواب المحذوف) وهو كذبتم (كانه لما قال المتكلم) فى جواب الاستيناف المحذوف يعني كذبتم قالوا) اى بنو اسد (لم كذبنا فقال) فى الجواب ثانيا (لهم الف وليس لكم الاف فيكون في البيت استينافان) احدهما محذوف وهو كذبتم والاخر مذكور وهو لهم الف وليس لكم الاف (كذا في الايضاح).
فان قلت هذا الاحتمال عين ما بينه التفتازاني اولا فلا يصح جعله مقابلا له قلت لا نسلم ان هذا الاحتمال عين ما قاله اولا لان لهم الف وليس لكم الاف على ما قاله اولا تاكيد للاستيناف المحذوف او بيان له لاستلزامه له من غير تقدير سؤال اخر واما على هذا الاحتمال فيكون استئنافا مستقلا جوابا عن علة ادعاء الكذب فتغاير الوجهان بهذا الاعتبار وان كان مألهما في الحقيقة واحدا بحسب القصد والى ما ذكرنا اشار بقوله (فان قلت هذا هو الوجه الاول بعينه لان قوله لهم الف) وليس لكم الاف (بالنسبة الى كذبتم المحذوف لا يحتمل سوى ان يكون استيناف جوابا له وبيانا لسببه فاقيم السبب مقام المسبب قلت بل يحتمل التأكيد والبيان) لانه اي لهم الف وليس لكم الاف مقرر لمعنى كذبتم وموضح له (فكانه جعله فى الوجه الاول