المرض) وإلا يلزم ان يكون المحصلون للعلوم سيما الفقراء المتدينون منهم مرضى دائما مع ان الامر بعكس ذلك وكيف كان (فعلم ان السؤال) في البيت (عن السبب المطلق دون السبب الخاص وعدم التاكيد) اى عدم تاكيد الجواب وهو قوله سهر دائم وحزن طويل (أيضا مشعر بذلك) لما مر في أوائل الباب الاول من ان المخاطب ان كان خالي الذهن من الحكم والتردد فيه استغنى الكلام من مؤكدات الحكم والمخاطب بالجواب في البيت هو السائل عن علة المرض وسببه وهو خالي الذهن عن السبب لانه لا يعرفه مطلقا نعم يعرف ان العلة والمرض لا بد له من سبب فتدبر جيدا (واما عن سبب خاص لهذا الحكم) الذي في الجملة الاولى كعدم التبرئة في الآية الآتية فيكون المقام مقام ان يتردد في ثبوته وذلك (نحو) قوله تعالى حكاية عن يوسف على نبينا وآله وعليه الصلاة والسّلام (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي) هذه الجملة الاولى منشأ للسؤال المقدر وقوله (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) الاستيناف والجواب عن ذلك السؤال المقدر (كأنه قيل) اى سئل منه (ع) لم نفيت البرائة عن نفسك (هل النفس أمارة بالسوء فقيل) أي أجيب (نعم ان النفس لامارة بالسوء) وسيأتي في بحث التشبيه وجه تسمية النفس بالامارة ، ذلك عند بيان القوى الباطنية (والتأكيد) بان واللام واسمية الجملة (دليل على ان السؤال عن السبب الخاص) مع التردد فيه (فان الجواب عن مطلق السبب لا يؤكد) كما بيناه آنفا.
(وهذا الضرب) الثاني من الاستيناف (يقتضي تاكيد الحكم) الذي فيه (بما مر في أحوال الاسناد الخبري من أن المخاطب) وهو