لم ينظر فيه لتصور سبب معين خاص بل لمطلق سبب وهذا هو الضرب الاول (نحو).
قال لي كيف أنت قلت عليل |
|
سهر دائم وحزن طويل |
فقوله عليل خبر مبتدء محذوف اى أنا عليل وهو جملة اقتضت تساؤلا (اى ما بالك) اى ما حالك حال كونك (عليلا) اى مريضا (أو) معناه (ما سبب علتك) أي مرضك وليعلم ان لفظة أو للتنويع والتفنن في التعبير نظير ما قاله السيوطي في أول باب التصغير عبر به سيبويه وبالتحقير وهو تفنن لان كلا من العبارتين في المتن يفيد السؤال عن سبب العلة وإن كانت العبارة الاولى تفيد ذلك بالتلويح والثانية تفيده بالتصريح وقوله سهر دائم خبر مبتدء محذوف أى سبب علتي سهر دائم وحزن طويل وهذا محل الشاهد حيث ترك العطف لما بين الجملتين من شبه كمال الاتصال فالمغايرة التي يقتضيها العطف لا تناسبه وأما قوله عليل أي أنا عليل وان كان جواب سؤال وهو كيف أنت فلا شاهد فيه لان السؤال فيه ملفوظ لا مقدر فتدبر.
فالسؤال في البيت عن سبب الحكم مطلقا (وذلك لان العادة) العرفية (انه اذا قيل فلان عليل ان يسئل عن سبب علته وموجب مرضه لا ان يقال هل سبب مرضه كذا وكذا) أي السبب المعين الكذائي كوجع البطن أو ذات الجنب أو السل وأمثالها من الامراض المعينة عند العرف وذلك لما هو معلوم عرفا ان السائل في المقام لا يعرف مرضا من الامراض من حيث عروضه على العليل حتى يتردد ويسئل عن تعيينه (لا سيما السهر والحزن فانه قلما يقال هل سبب مرضه السهر والحزن) فهما أولى بعدم السؤال (لانهما من أبعد أسباب