ذلك) أي على اظهار الكراهة لاقامته (بالالتزام بقرينة قوله والا فكن في السر والجهر مسلما فانه يدل على ان المراد من امره بالرحلة اظهار كراهة اقامته بسبب مخالفة سره العلن) أي بسبب كونه منافقا ذا لسانين.
(وزعم صاحب المفتاح ان دلالة ارحل على هذا المعنى) أي على اظهار الكراهة (بالتضمن فكانه أراد بالتضمن معناه اللغوي) لا الاصطلاحي اعني دلالة اللفظ على جزء ما وضع له وذلك (لان ارحل معناه الصريح) المطابقي (طلب الرحلة وقد قصد في ضمن ذلك) المعنى شيئا خارجا من ذلك المعنى وهو (نهيه عن الاقامة اظهارا لكراهتها) اي كراهة الاقامة (وظاهر ان كمال اظهار الكراهة لاقامته ليس جزء من مفهوم ارحل حتى يكون دلالته) أي دلالة ارحل (عليه) أي على كمال اظهار الكراهة (بالتضمن) المصطلح عندهم.
(ويمكن ان يقال) ان مراد صاحب المفتاح بالتضمن ما هو المصطلح عندهم وذلك بدعوى (انه) أي ما زعم صاحب المفتاح (مبنى على) ما ذكره الاصوليون من (ان الأمر بالشيء يتضمن النهى عن ضده) الخاص (فقوله ارحل يدل بالتضمن على مفهوم لا تقم عندنا وهو اظهار كراهة اقامته بحسب العرف كما مر) انفا (وفيه تعسف) ظاهر وذلك لان كون النهى عن الضد جزء للأمر بالشيء مذهب مرجوح كما بين في محله وعلى تقدير صحته فالذي صار حقيقة عرفية في كراهة الاقامة هو لفظ لا تقم والموجود في ضمن ارحل هو معناه الاصلي لا معناه العرفي اذ لم تثبت في ارحل عرف مقتض لذلك وأيضا ان المعنى العرفي للفظ لا تقم هو مجرد الكراهة لا الكراهة