دون المطابقة) فكيف يدعى الخطيب انها بالمطابقة (قلت نعم ولكن) ذلك انما هو بالنظر الى الوضع اللغوي للنهى ودعوى المصنف بالنظر الى الوضع العرفى إذ من المعلوم عند الاذهان المستقيمة انه (صار قولنا لا تقم عندي بحسب العرف حقيقة في اظهار كراهة اقامته وحضوره حتى كثيرا ما يقال لا تقم عندى ولا يراد) من هذا الكلام بحسب العرف (كفه عن الاقامة) الذي هو المدلول اللغوي (بل مجرد اظهار كراهة حضوره) سواء وجد معها ارتحال أم لا (والتأكيد بالنون دال على كمال هذا المعنى) العرفي (فصار) قوله (لا تقيمن عندنا دالا) بحسب العرف (على كمال اظهار كراهته) اي كراهة المتكلم (لاقامته) اي اقامة المخاطب (بالمطابقة) فصح قول الخطيب انها بالمطابقة.
(وقريب من هذا الجواب ما يقال أنه) أي الخطيب (لم يرد بالمطابقة) ما هو المصطلح عند القوم اعني (دلالة اللفظ على تمام ما وضع له (بل) أراد (دلالته) أي دلالة اللفظ (على ما يفهم منه قصدا وصريحا) بسبب كون اللفظ حقيقة في ذلك المفهوم او مجازا مهشورا فيه او بسبب كون القرينة في غاية الوضوح عرفا ومن المعلوم ان قوله لا تقيمن عندنا بحسب الاستعمال العرفي دال على اظهار الكراهة صريحا وبالمطابقة بهذا المعنى باحد هذه الوجوه الثلاثة وذلك (بخلاف) قوله (ارحل فان دلالته على كمال اظهار الكراهة لاقامته ليست بالمطابقة).
لا بالمعنى المصطلح عندهم ولا بهذا المعنى القريب الذكر (مع انه ليس فيه) أي في قوله ارحل (شيء من التاكيد بل انما يدل على