مبالغة فى مدحهم بالكرم وفي قوله لكن يمر عليها تكميل لهذا المعنى فالاحسن حينئذ نصب الدرهم المضروب على ان يكون مفعولا لقوله لا يالف ليكون عدم الالفة من جانب الصرة وان كان المشهور نصب الصرة على انه مفعول لقوله لا يالف.
واعلم انه لما كان كلام الخطيب بظاهره ان الثبوت والدوام كلاهما يستفاد من الفعل بحسب اصل الوضع وكان الحق خلاف ذلك اذ الدوام انما يستفاد من القرائن الخارجية حسب ما بيناه استشهد على ذلك بكلام الشيخ لكنه نقله بالمعنى.
(قال الشيخ عبد القاهر) في الفصل الذي يذكر فيه فروق الخبر ما حاصله ان (المقصود من الاخبار) عن الشيىء (هو الاثبات المطلق) من غير اشعار بزمان ذلك الثبوت (فينبغى ان يكون) الاخبار (بالاسم وان كان الغرض) والمقصود من الاخبار عن الشيء (لا يتم الا بالاشعار بزمان ذلك الثبوت فينبغي ان يكون) الاخبار (بالفعل وقال ايضا) في ذلك الفصل (موضوع الاسم على ان يثبت به الشيء للشيء من غير اقتضاء انه يتجدد ويحدث شيئا فشيئا فلا تعرض في زيد منطلق لاكثر من اثبات الانطلاق فعلا) اي عملا وشغلا (له) أي لزيد (كما فى زيد طويل وعمرو قصير) فكما لا يقصد ههنا الى ان تجعل الطول او القصر يتجدد ويحدث بل توجبهما وتثبتهما فقط وتقضى بوجودهما على الاطلاق كذلك لا تتعرض في قولك زيد منطلق لاكثر من اثباته لزيد.
وبعبارة اخرى اذا قلت زيد طويل وعمرو قصير لم يصلح مكانه يطول ويقصر وانما تقول يطول ويقصر اذا كان الحديث عن شيىء