افادة نحو ما جائني القوم الا زيد القصر وكذا العطف ولان الشايع في طرق القصر الاستثناء المفرغ.
وأما التقديم فلا يدرك الا بالذوق ولفظة انما بمعنى ما والا والخفاء في المفرغ لعدم ذكر المستثنى منه.
ولا يذهب عليك ان قوله والاخراج يقتضي مخرجا منه مشعر بأن البيان مختص بالاستثناء المتصل وهو كذلك لان الأصل في الاستثناء الاتصال ولان المفرغ لا يكون الا في الاتصال بدليل قوله ليتناول المستثنى وغيره.
(قال صاحب المفتاح) في وجه تقدير المستثنى منه عاما (ولذلك) أى لاستلزام العموم في المستثنى منه المقدر (ترانا في علم النحو نقول تأنيث الضمير في كانت في قرائة أبي جعفر (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً) بالرفع وفي ترى مبنيا للمفعول في قرائة الحسن لا ترى (إِلَّا مَساكِنُهُمْ) برفع مساكنهم وفي بيت ذي الرمة وما بقيت الا الضلوع الجراشع للنظر الى ظاهر اللفظ والاصل التذكير لاقتضاء المقام) تقدير (معنى شىء من الاشياء) ومعنى الشىء مذكر والى ذلك أشار في الالفية بقوله
والحذف مع فصل بالا فضلا |
|
كما زكى الا فتاة ابن العلا |
(و) لكن (فيه) اي في قول صاحب المفتاح أي في قوله تأنيث الضمير (اشكال وهو انه إذا فرغ العامل الى ما بعد الا بأن حذف المستثنى منه فلا ضمير في الفعل أصلا) فلا وجه لقوله تأنيث الضمير (فالأحسن أن يقال تأنيث الفعل بالنظر الى ظاهر اللفظ فان الصيحة في حكم فاعل الفعل كما في الكشاف) وكذلك مساكنهم في حكم نائب الفاعل والضلوع بحكم الفاعل.