عند الفصحاء غالبا الموضوع لأجله الضمير الى الانفصال الذى هو خلاف الأصل.
(ولا يجوز) ايضا (ان تكون) لفظة (ما) في انما (موصولة اسم ان) ولفظة (انا خبرها) اى خبر ان بناء على كون الكلام من باب الاخبار بالذي (اى ان الذى يدافع انا) فيحصل به الغرض اعني الحصر كما تقدم في قوله تعالى (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) فلا دليل فيه على المدعى اعني التضمن.
وانما قلنا انه لا يجوز ذلك (لان قوله انا الذائد) بتقديم انا (دليل على ان الغرض) اى غرض الشاعر (الاخبار عن المتكلم) اى عن نفسه (بصدور الذود والمدافعة عنه) لا عن غيره من ابناء قومه فالغرض جعل انا مخبرا عنه لانه في مقام الافتخار (و) حينئذ (ليس بمستحسن ان يقال انا الذائد والمدافع انا) بتقديم انا تارة وتأخيره اخرى لانه مستلزم لان يكون انا مخبرا عنه تارة ومخبرا به تارة اخرى مع كون الغرض في الصورتين واحدا وهو الاخبار والافتخار بصدور الذود والمدافعة عنه لا عن غيره من ابناء قومه فلا بد من ان يقال ان ما في انما كافة وهو مفيد للحصر لكونه متضمنا معنى ما والا (مع انه لا ضرورة في العدول عن لفظ من) الذي هو نص في العاقل (الى لفظ ما) الذي لغير العاقل او مشترك بينه وبين العاقل (وهو) اى لفظ من (اظهر في المقصود) اذ المقصود انما هو الشاعر وهو من العقلاء ولفظ من كما قلنا نص فيه فتأمل جيدا.
(فان قيل) نعم ولكن فيما ذكرت اشكال آخر وهو انه (كيف يصح اسناد الفعل) الذي فيه علامة الغائب اعني ياء المضارعة كما