وفسره بعضهم ههنا بأهل بيت الرجل وهو الأنسب (وانما يدافع عن أحسابهم أنا او مثلي) والشاهد في انفصال ضمير المتكلم اعنى أنا عن العامل أعني يدافع والغرض من الانفصال الحصر والتخصيص اي حصر الدفاع عن أحساب قومه في نفسه أو مثله وبعبارة اخرى (لما كان غرضه ان يخص المدافع) بالكسر (لا المدافع عنه) بالفتح (فصل الضمير وأخره) ليفيد الغرض المذكور (اذ لو قال انما ادافع عن أحسابهم) باتصال الضمير (لصار المعنى انه يدافع عن أحسابهم لا عن أحساب غيرهم كما إذا قيل لا أدافع الا عن احسابهم).
وبعبارة اخرى يصير المعنى حصر دفاعه في احساب قومه ونفيه عن احساب غيرهم (وليس ذلك معناه) اي المعنى الذي قصده الشاعر من قوله انما يدافع الخ (وانما معناه ان المدافع عن أحسابهم هو) اى الشاعر (لا غيره) من ابناء قومه.
(ولا يجوز ان يقال انه) اى انفصال الضمير (محمول على الضرورة) الشعرية لا على ان للشاعر غرض في هذا الانفصال حتى يثبت به المدعى اعني تضمن انما معنى ما والا فلا دلالة في هذا الانفصال عليه.
وانما قلنا انه لا يجوز ذلك (لانه كان يصح) اى يمكن للشاعر (ان يقول وانما ادافع عن احسابهم انا) باتصال الضمير المستتر في ادافع بناء (على ان أنا تأكيد) للضمير المستتر في ادافع فليس فى الاتصال ما يكسر له وزنا.
فلو كان الاتصال مفيدا لذلك الحصر لم يعدل الشاعر الفصيح عن الاتصال الذي هو الاصل في الضمير لما فيه من الاختصار المطلوب