الباب الخامس القصر
قد تقدم في
بيان انحصار المقصود من علم المعاني في ثمانية ابواب ، انه لم يقل احوال القصر ،
لانه والفصل والوصل نفسها من الاحوال.
(وهو) اى القصر
(في اللغة الحبس يقال قصرت اللقحة على فرسي اذا جعلت درها) اى لبنها (له) اى للفرس
(لا لغيره)
قال فى المصباح
قصرت على نفسي ناقة امسكتها لاشرب لبنها فهى مقصورة على العيال يشربون لبنها اى
محبوسة وقصرته قصرا حبسته ومنه حور مقصورات في الخيام وقال ايضا اللقحة بالكسر
الناقة ذات لبن والفتح لغة ، والجمع لقح مثل سدرة وسدر او مثل قصعة وقصع انتهى.
(وفي الاصطلاح
تخصيص شيء بشيء بطريق معهود) من الطرق الاربعة الاتية والغرض من بيان المعنى
اللغوي قبل الاصطلاحي ابداء التناسب بينهما ألا ترى انك اذا قلت فى قصر الموصوف
على الصفة ما زيد الا شاعر فكانك قد جعلت زيدا محبوسا على صفة الشعر بحيث لا
يتجاوزها الى غيرها واذا قلت في قصر الصفة على الموصوف ما شاعر الا زيد فكانك جعلت
هذه الصفة محبوسة في ذات زيد وهكذا الحال في كل مورد يبين فيه المعنى اللغوي مع
الاصطلاحي فتدبر جيدا.
(وهو) اي القصر
الاصطلاحي (حقيقي وغير حقيقي لان تخصيص الشيء بالشيء اما ان يكون بحسب الحقيقة
ونفس الامر بان لا يتجاوزه الى غيره اصلا وهو الحقيقى) كقولنا لا رزاق الا الله
فان حصر الرازقية