يعني يكتم ايمانه (ان لا يتوهم خلاف المقصود) لان المقصود بيان كون ذلك
الرجل من آل فرعون وحزبه لا بيان كونه يكتم ايمانه منهم وظاهر ان في التاخير توهم
خلاف المقصود وفي التقديم عدمه ولذا قدم ولم يؤخر ولو لا ذلك التوهم لكان المناسب
تقديم الوصف الثالث لان كتمان الايمان يقتضي تحققه والثبات عليه فهو اشرف من
الثانى فيجب عند البلغاء تقديمه.
(او لان في
التاخير اخلالا بالتناسب) والمناسبة امر مطلوب عند البلغاء وفي كل لغة ولا سيما في
اللغة العربية يرتكب لها امور كثيرة من مخالفة الاصول والقواعد وذلك ظاهر لمن له
ادنى المام بالاصول والقواعد.
(كرعاية
الفاصلة نحو (فَأَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) بتقديم الجار والمجرور والمفعول على الفاعل لان فواصل
الآي على الالف) واما تقديم الجار والمجرور على المفعول وان الاصل كما مر انفا هو
العكس فلدلالة التقديم على حصر الخيفة في نفسه.
(و) للمصنف في
الايضاح اعتراضات على المفتاح يأتي بيانها وذلك حيث (جعل السكاكى) في المفتاح (التقديم
للعناية) والاهتمام (مطلقا اى سواء كان من معمولات الفعل او غيرها قسمين احدهما ان
يكون اصل الكلام فيما قدم هو التقديم كتقديم المبتدأ المعرف على الخبر وتقديم ذي
الحال المعرف على الحال وتقديم العامل على المعمول الى غير ذلك) من الامور التى قد
بين في النحو ان الاصل فيها ذلك وقد مر بعض منها في طي المباحث المتقدمة.
(وثانيهما ان
يكون العناية بتقديمه اما لكونه فى نفسه نصب عينك