قسما من الاهمية الاصلية بحيث تكون الاهمية الاصلية شاملا لها لا تنافى اصالة التقديم قسما من الاهمية العارضة فتأمل.
(كقولك قتل الخارجى فلان بتقديم المفعول) يعنى الخارجى (لان المقصود الاهم قتل الخارجى ليتخلص الناس من شره وكقولك قتل زيد رجلا) بتقديم الفاعل (اذا كان زيد ممن لا يقدر) ولا يحتمل (فيه انه يقتل احدا فالغرض الاهم) حينئذ (الاخبار بانه صدر منه القتل) فبهذا لزم تقديمه (مع ان الاصل تقديم الفاعل) واتصاله بالفعل كما قال في الالفية
والاصل في الفاعل ان يتصلا |
|
والاصل في المفعول ان ينفصلا |
(او لان في التاخير اخلالا ببيان المعنى نحو وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه فانه لو اخر من آل فرعون عن قوله يكتم ايمانه لتوهم انه من صلة يكتم) فيصير المعنى ان ذلك الرجل يكتم ايمانه من آل فرعون (فلم يفهم انه اى ذلك الرجل منهم اى من آل فرعون يعنى انه قد ذكر لرجل ثلاثة اوصاف والسبب في تقديم الاول اعني مومن ظاهر لانه اشرف الاوصاف) فيجب عند البلغاء تقديمه.
قال النيشابوري في تفسيره ان التقديم فى الذكر يدل على التقديم في الدرجة ولهذا لما قال الشاعر كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا قال عمر بن الخطاب لو قدمت الاسلام لاجزتك ولما كتبوا كتاب الصلح بين رسول الله والمشركين وقع التنازع في تقديم الاسم وكذا في كتاب الصلح بين علي ومعاوية انتهى.
(واما الثانى) يعنى من آل فرعون (فسبب تقديمه على الثالث)