من قوله تعالى (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) فقدم المفعول اعنى خيفة على الفاعل اعنى موسى وفصل بين الفعل والفاعل بالمفعول وبحرف الجر قصدا لتحسين النظم السجعى ومن هذا الباب ايضا ما تقدم من قوله تعالى (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ولا شك في ان هذا النظم على هذه الصورة احسن من ان لو قيل خذوه فغلوه ثم صلوه الجحيم ثم اسلكوه في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا.
فالتقديم في امثال ذلك للفضيلة السجعية والتوسعة على المتكلم في القوافي والاسجاع فبطل ما ذهب اليه الشيخ في آخر كلامه فتامل.
(ولهذا) اى ولان التقديم يفيد في جميع الصور وراء التخصيص اهتماما بالمقدم يقدر) الزمخشري المتعلق (المحذوف في (بِسْمِ اللهِ) مؤخرا نحو (بِسْمِ اللهِ) افعل كذا ليفيد) تاخير المتعلق الموجب لتقديم (بِسْمِ اللهِ) عليه (مع الاختصاص) الحاصل من تقديم بسم الله (الاهتمام) باسم الله جل جلاله (لان المشركين كانوا يبدؤن باسماء الهتهم فيقولون باسم اللات وباسم العزى فقصد الموحد تخصيص اسم الله بالابتداء للاهتمام) باسمه جل جلاله (والرد عليهم).
قال ابن هشام في الباب الثانى في تعداد الامثلة التي تحتمل الاسمية والفعلية الثامن جملة البسملة فان قدر ابتدائي باسم الله فاسمية وهو قول البصريين او ابدأ باسم الله ففعلية وهو قول الكوفيين وهو المشهور في التفاسير والاعاريب ولم يذكر الزمخشري غيره الا انه يقدر الفعل مؤخرا ومناسبا لما جعلت التسمية مبدء له فيقدر باسم الله اقرأ باسم الله احل باسم الله ارتحل ويؤيده الحديث باسمك ربي وضعت