اعني) بالعين المهملة افعل التفضيل من قولهم عنيت بهذا الامر على بناء المجهول فهو من قبيل اشهر واعذر ونحوهما مما يكون بمعنى اسم المفعول كما بيناه في المكررات.
(قال الشيخ في دلائل الاعجاز انا لم نجدهم) اى علماء المعانى (اعتمدوا في التقديم شيئا يجرى مجرى الاصل) والقاعدة الكلية (غير العناية) بما قدم (والاهتمام به لكن ينبغي ان يفسر وجه العناية) اى سببها (بشيء ويعرف له) اى لوجه العناية (معنى وقد ظن كثير من الناس انه يكفى ان يقال انه قدم للعناية ولكونه اهم من غير ان يذكر من اين كانت) اى وجدت وحصلت (تلك العناية) الموجبة لتقديم ما قدم (وبم كان اهم ومن الخطأ ايضا ان يجعل التقديم مفيدا في كلام فائدة وغير مفيد) فائدة اصلا (في) كلام (اخر بان يقال انه) اى التقديم توسعة على الشاعر والكاتب فى القوافي والاسجاع اذ من البعيد ان يكون في النظم) اى في نظم الكلام (ما يدل تارة ولا يدل) تارة (اخرى هذا كلامه) اى الشيخ (وفيه نظر) وجهه على ما نقل عن الشارح ما اشار اليه فيما سبق من أنا لا نسلم ان القول بالتقديم للقافية والفاصلة خطأ والحق معه.
الا ترى انه قدم المفعول في اياك نعبد واياك نستعين لمكان نظم الكلام لانه تقدم قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فجاء بعد ذلك قوله (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وذلك لمراعاة حسن النظم السجعى الذي هو على حرف النون فلو قيل نعبدك ونستعينك لذهبت تلك الطلاوة وزال ذلك الحسن وهذا غير خاف على من له ادنى ذوق فضلا عن ارباب علم المعانى والبيان ومثله ما يأتي