الرحمن (وايضا) لو كان الدعاء بمعنى النداء (لا يصح قوله تعالى ((أَيًّا ما تَدْعُوا) لان ايا انما يكون لواحد من) متعدد سواء كان ذلك المتعدد (اثنين او جماعة) ولا متعدد في المقام على الفرض المذكور.
(واما) حذف المفعول من يسقون وتذودان في (قوله تعالى) في قصة موسى «ع» (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ) اى لما ورد موسى ماء مدين اى مائهم الذي يسقون منه وكان بئرا ومدين قرية شعيب ووردوه مجيئه والوصول اليه وجد عليه اي على البئر اى على شفيره ومستقاه امة اى جماعة كثيرة العدد من اناس مختلفين ووجد من دونهم اى في مكان اسفل من مكانهم امرئتين هما بنتا شعيب «ع» تذودان والذود الطرد والدفع لان على الماء من هو اقوى منهما لا تتمكنان على السقي ففيه مذهبان :
(فذهب الشيخ عبد القاهر وصاحب الكشاف الى ان حذف المفعول فيه للقصد الى نفس الفعل) اي الى نفس السقي والذود (وتنزيله) اى الفعل (منزلة اللازم اى يصدر منهم السقى ومنهما الذود واما ان المسقى والمذود ابل او غنم فخارج عن المقصود) اذ المقصود من الآية ان ترحم موسى «ع» على الامرئتين انما كان بسبب انهما كانتا على الذود والدفع والناس كانوا على السقي مع قطع النظر عن ان مذودهما غنم وهي حيوان ضعيف لا طاقة لها على العطش ومسقيهم ابل وهو حيوان شديد الطاقة على العطش كما هو معروف بذلك (بل) لو اعتبر في المقام ان المسقى والمذود ابل او غنم (يوهم خلاف المقصود اذ لو قيل) اى ذكر (او قدر) المفعول بان يقال (يسقون