(ومن) المواضع التي يكون (الحذف) فيها (لمجرد الاختصار قوله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) الشاهد في المفعول الاول من ادعوا في المقامين بناء (على ان الدعاء) في الاية (بمعنى التسمية التي تتعدى الى مفعولين) فالتقدير ادعوه الله او ادعوه الرحمن (اى سموه الله او سموه الرحمن اياما تسموه فله الاسماء الحسنى) فحذف الضمير الغائب الذي هو المفعول الاول فتبصر.
قال في المصباح دعوت الولد زيدا وبزيد اذا سميته بهذا الاسم انتهى وانما قلنا ان الدعاء في الآية بمعنى التسمية (اذ لو كان الدعاء بمعنى النداء المتعدى الى مفعول واحد) يقال كما في المصباح دعوت زيدا ناديته وطلبت اقباله (لزم) حينئذ (الشرك ان كان مسمى الله) الذى نودى (غير مسمى الرحمن) الذى نودى (ولزم عطف الشيء على نفسه ان كان) مسمى الله (عينه) اى عين مسمى الرحمن.
(ومثل هذا العطف) أي عطف الشيء على نفسه (وان صح بالواو باعتبار الصفات) اي باعتبار عطف بعض الصفات على بعض لا العطف على الموصوف (كقوله)
الى الملك القرم وابن الهمام |
|
وليث الكتيبة في المزدحم |
حيث عطف الصفة الثانية أعنى ابن الهمام على الصفة الاولى اعنى القرم مع أنهما لشيء واحد لان الواو لا يقتضي المغايرة (لكنه) اي هذا العطف (لا يصح في) لفظة (او) العاطفة (لانها لاحد الشيئين المتغايرين) ولا تغاير بين الصفات مصداقا اذا كان الموصوف بها واحدا (ولان التخيير) المراد من لفظة او (انما يكون بين الشيئين) ولا شيئين في الاية لان المفروض ان مسمى الله عين مسمى