دلالة اللفظ بالاخرة الى العقل (فلا يعم) المفعول المحذوف (الا ما يجوزه العقل) والعرف وهو المقدار المقصود للمتكلم (ولا يوهم) حينئذ (خلاف المقصود فصح ان الحذف للتعميم الذى لا يوهم خلاف المقصود مع الاختصار اذ لو ترك الاختصار لامكن ان يقال يؤلم كل احد ممن يجوز العقل والعرف ايلامه) اى ايلام المخاطب (اياه) اي من يجوز العقل.
(فقلت) في رد هذا القائل (او لا تقييد التعميم بالذي لا يوهم خلاف المقصود مما لا دلالة للفظ الكتاب عليه) لان قوله واما للتعميم مطلق لا تقييد فيه (وثانيا ان الحذف) اي حذف المفعول (حينئذ) كما ذكرت (انما يكون لدفع الايهام المذكور (والتعميم مستفاد من عموم المقدر ولو سلم) ان التعميم ايضا مستفاد من الحذف (فترك التعرض لما له مزيد اختصاص بالحذف اعنى دفع الايهام والتعرض لما ليس كذلك اعني التعميم غير مناسب) لانه نظير ترجيح المرجوح على الراجح بل عينه (وثالثا ان هذا) الذي قاله هذا القائل في دفع الاشكال (لا يستقيم في نحو قوله تعالى (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) مما قصد فيه التعميم والاستغراق حقيقة) لان المقصود منه كما تقدم آنفا العباد كلهم لان الدعوة الى الجنة تعم الناس كافة فلا فرق حينئذ من حيث المقصود بين الذكر والحذف (اذ الذكر لا يوهم خلاف المقصود بل يحقق المقصود على ما ذكرته) انت من انه اذا ذكر المفعول نحو يؤلم كل احد يوهم الاستغراق الحقيقي (فلا وجه للحذف سوى مجرد الاختصار) فما قاله هذا القائل في دفع الاشكال غير دافع.