لمجرد الاختصار مما لا يعتد به عند البلغاء فلا يذهب ذهن السامع منهم الى انه لمجرد الاختصار فلا بد من قيام قرينة على ذلك فتأمل.
(نحو اصغيت اليه) فحذف مفعوله (اي اذنى والقرينة عليه ان الاصغاء لا يكون الا بالاذن ويقال له بالفارسية (گوش دادن) (وعليه) اي على الحذف لمجرد الاختصار (قوله تعالى) حكاية عن موسى عليهالسلام ((أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) اى ذاتك) لان المقصود كما يدل عليه كلام قومه لن نومن لك حتى نرى الله جهرة النظر الى ذاته تعالى وتقدس.
(وقد عرضت هذا البحث) اى الاشكال المذكور بقوله وههنا بحث (على بعضهم فقال) في دفع الاشكال (اذا ذكر المفعول نحو يؤلم كل احد يكون الاعتماد) حينئذ (على اللفظ) اى على لفظ المفعول اي على لفظ كل (من حيث الظاهر وظاهر اللفظ) اى لفظ كل (يوهم الاستغراق الحقيقي) لانه وضع في اللغة لذلك وان كان قد يستعمل في غيره مجازا.
قال في المصباح وكل كلمة تستعمل بمعنى الاستغراق بحسب المقام كقوله تعالى (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وقوله (ص) وكل مسؤول عن رعيته وقد يستعمل بمعنى الكثير كقوله تعالى (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها) اى كثيرا لانها انما دمرتهم ودمرت مساكنهم دون غيرهم انتهى.
(واما اذا حذف) المفعول (فيكون الاعتماد) حينئذ (على العقل ظاهرا) وان كان في الحقيقة الاعتماد ايضا على اللفظ لان المقدر كالمذكور فالمعتمد عليه والدال عند الحذف كما تقدم في اول باب المسند اليه ايضا هو اللفظ المدلول عليه بالقرائن لكن الاعتماد في