الفقراء من غير ذكر المعطى وقد يحذفان معا كقولك فلان يعطي ويكسو اذ يستفاد من مثله فائدة بدون المفعولين بخلاف مفعولي باب علمت فانك لا تحذفهما نسيا منسيا فلا تقول علمت وظننت لعدم الفائدة اذ من المعلوم ان الانسان لا يخلو عن علم وظن واما مع قيام القرينة فلا باس بحذفهما نحو من يسمع يخل اي يخل مسموعه صادقا انتهى.
(ومما يحتمل الحذف) اي حذف المفعول بالواسطة والى ذلك ينظر قوله (في غير المفعول به قوله تعالى (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) اي على كل امر يستعان فيه ويحتمل ان يراد على اداء العبادة) فقط (ليتلائم الكلام) اي ليتناسب الجمل المذكورة حيث ذكر اياك نعبد بيانا للحمد واياك نستعين طلبا للاعانة على العبادة وهدنا بيانا للاعانة فيتلاحق الجمل الاربع التي اشتملت عليها السورة وقد تقدم في آخر بحث الالتفات بعض الكلام في ذلك.
(وههنا) اي في قوله في المتن واما للتعميم مع الاختصار
(بحث وهو ان ما) اي المورد الذي (جعل الحذف فيه للتعميم والاختصار انما هو من قبيل ما يجب فيه تقدير المفعول بحسب القرائن) ان خاصا فخاص وان عاما فعام لا من قبيل ما نزل الفعل منزلة اللازم بان لا يقدر له مفعول اصلا (وحينئذ) اي حين اذ يجب فيه تقدير المفعول بحسب القرائن (فان دلت القرينة على ان المقدر يجب ان يكون عاما فالتعميم) يستفاد (من عموم المقدر سواء ذكر او حذف) لان المحذوف لقرينة كالمذكور (والا) اي وان لم تدل القرينة على ان المقدر يجب ان يكون عاما (فلا دلالة على