السّلام اي (الجنة تعم الناس كافة) بدليل قوله تعالى (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) لان الدعوة عبارة عن شرع الاحكام بواسطة الرسول (ص) وبيان الحلال والحرام والامر والنهي (لكن الهداية الى الطريق المستقيم الموصل اليها) اي الى الجنة (تختص بمن يشاء (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) فالمثال الاول) اي قولك قد كان منك ما يؤلم (يفيد العموم مبالغة) وادعاء لانه لا يمكن ان يكون الجميع مؤلما الا فيما كان المراد منه اشخاصا معينة محصورة محدودة وهو خلاف المفروض فتأمل (و) المثال (الثاني) اي قوله تعالى (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) يفيد العموم (تحقيقا) حسبما بيناه.
(وهما) اي المثالان (وان احتملا ان يجعلا من قبيل ما نزل منزلة اللازم) بأن لا يعتبر فيهما مفعول اصلا لا عموما ولا خصوصا (لكن التأمل الذوقي) الذي هو موهبة من مواهب الملك العلام (يشهدان القصد في هذا المقام الى تعميم المفعول لا الى نفس الفعل) اي لا الى مجرد اثبات الايذاء والايلام ومجرد اثبات الدعوة (فان الحمل على امثال هذه المعاني) الخارجة عن الدلالات اللفظية (مما يتعلق بقصد المتكلم ومناسبة المقام) كما ان فهمها ايضا خارج عن نطاق دلالة الالفاظ لانها كما قلنا مما يتوقف على التأمل الذوقي (ولذا) اي ولان المثالين يحتملان ان يجعلا من قبيل ما نزل منزلة اللازم لكن التأمل الذوقي يشهد ان القصد في هذا المقام الى تعميم المفعول (جعل صاحب المفتاح نحو فلان يعطى محتملا للتنزيل منزلة اللازم والقصد الى تعميم المفعول.
قال الجامي يقال فلان يعطى الدنانير من غير ذكر المعطى له ويعطى