الاول (في بيت البحتري ترك مواجهة الممدوح بطلب مثل له قصدا الى المبالغة في التأدب معه لان طلب المثل صريحا مما يدل على تجويزه بناء على ان العاقل لا يطلب الا ما يجوز وجوده في الجملة) وبعبارة اخرى جعل مطلق الطلب كناية عن طلب المثل له بادعاء الملازمة بينهما فيكون من قبيل ذكر الملزوم وارادة اللازم على ما هو طريق الكناية فيعتقد الممدوح من ذلك ان المادح يبالغ في التأدب معه بأن لا يجوز المثل له فضلا عن طلبه ولا يخفى انه لو قال طلبنا لك مثلا يكون في مدحه مواجهة بطلب المثل له صريحا لا كناية وهذا ينافي المبالغة في التأدب معه لدلالته على تجويز وجود المثل اذ العاقل لا يطلب الا ما جوز وجوده وكمال الادب في ادعاء عدم التجويز.
(واما) حذف المفعول (للتعميم في المفعول مع الاختصار) وهذا يسمى بسحر الكلام لانه يتوصل فيه بواسطة تقليل اللفظ بحذف المفعول الى تكثير المعنى وهو افادة التعميم (كقولك) لمخاطبك المسيء في افعاله (قد كان) اي وقع (منك ما يؤلم) اي الذي يؤذي فلفظة ما فاعل كان وهو تامة والشاهد في مفعول يؤلم (اي كل احد) فحذف (بقرينة ان المقام مقام المبالغة) في اسائة المخاطب (وهذا التعميم وان امكن ان يستفاد من ذكر المفعول بصيغة العموم) اي كل احد او جميع الناس او جميع المسلمين او جميع المواطنين او جميع الاقرباء ونحو ذلك (لكنه يفوت الاختصار حينئذ) اي حين اذ ذكر المفعول بصيغة العموم.
(وعليه اي على حذف المفعول للتعميم والاختصار) قوله تعالى (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) اي يدعو العباد كلهم لان الدعوة) الى دار