الشوق غير التفكر بخلاف عدم القدرة على البكاء الحقيقى بحيث يحصل منه بدل الدمع التفكر فانه مما يتوقف على ان لا يبقى فيه غير التفكر فحينئذ يحسن ترتب النظم فليتأمل).
والحاصل ان هذا الاحتمال يقتضى توقف القدرة على بكاء التفكر على ان لا يبقى فيه غير التفكر وهذا التوقف منتف لان المتوقف على عدم بقاء غير التفكر هو عدم القدرة على البكاء الحقيقى لا القدرة على البكاء التفكرى لان هذه القدرة حاصلة عند بقاء غير التفكر ايضا فتحصل ان الكلام في مفعول لو شئت لا في مفعول ابكى والمعنى لو شئت ان ابكى دمعا بكيت تفكرا لا لو شئت ان ابكى تفكرا بكيت تفكرا لان الاخبار بذلك من قبيل توضيح الواضحات لان القدرة على ذلك حاصلة لكل احد فعلم ان البيت ذكر فيه المفعول اعنى ان ابكى لعدم القرينة عليه لان المراد منه البكاء الحقيقى فلا يصلح قوله بكيت تفكرا ان يكون قرينة له لان المراد البكاء المجازى لان من شرائط القرينة اللفظية ان تكون طبق المحذوف فلا يجوز زيد ضارب وعمرو اى ضارب عمرو وتريد بضارب المحذوف معني يخالف المذكور بان تقدر احدهما بمعني السفر من قوله تعالى (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) والآخر بمعنى الايلام المعروف فليس البيت من قبيل ما ذكر فيه المفعول لغرابته كما توهم وذهب اليه صاحب الضرام والتوفيق لفهم المعانى الدقيقة من الملك العلام.
(ومما يحذف فيه المفعول بالواسطة للبيان بعد الابهام قولك امرته فقام اى امرته بالقيام فقام قال الله تعالى (أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها) اى امرناهم بالفسق وهو) اى امر الله بالفسق (مجاز من تمكينهم)