بكيت تفكرا) بناء على انه من باب التنازع فتنازع الفعلان اعني ابكي وبكيت في تفكرا فاعمل الثاني واهمل الاول فتوهم صاحب الضرام ان الشاهد في عدم حذف مفعول شئت اعنى جملة ان ابكى فلذا قال (لم يحذف مفعول المشية) يعنى جملة ان ابكى (ولم يقل لو شئت بكيت تفكرا لان تعلق المشية ببكاء التفكر غريب كتعلقها ببكاء الدم فدفع هذا التوهم وصرح بانه ليس من هذا القبيل) اى من قبيل عدم حذف المفعول لغرابة تعلق المشية به (لان المراد بالاول) اي ابكي (البكاء الحقيقى لا) البكاء المجازى يعنى (البكاء التفكرى لانه لم يرد ان يقول لو شئت ان ابكى تفكرا بكيت تفكرا بل اراد ان يقول افناني النحول) اى السقم (فمريت جفونى) اى مسحتها وامررت يدي عليها (و) هو قريب المعنى من (عصرت) او هما مترادفان (ليسيل منها) اى من جفونى (دمع لم اجده وخرج منها بدل الدمع التفكر فالبكاء الذى اراد ايقاع المشية عليه بكاء مطلق) اى غير معتبر فيه التعلق بمفعول اصلا فهو (مبهم غير معدى الى التفكر البة والبكاء الثانى مقيد) اى معتبر فيه التعلق بمفعول خاص لانه (معدى الى التفكر فلا يصلح) البكاء الثانى ان يكون (تفسيرا للاول وبيانا له) لأن المفسر والمبين يجب ان يكون عين المفسر والمبين وبعبارة اخرى لا يمكن ان يكون البكاء الثانى قرينة للبكاء الاول اذ لا بد فيما يكون قرينة على شىء اتحاد معناه مع ذلك الشىء وههنا لا اتحاد (كما اذا قلت لو شئت ان تعطى درهما اعطيت درهمين) فلا يجوز حذف جملة ان تعطى درهما بقرينة جملة اعطيت درهمين لانها لا تصلح ان تكون قرينة لها لتباينما بسبب تباين مفعوليهما