هناك شيئا علقت المشية عليه) اى تعلقت تعلق المعمول بالعامل لا تعلق الجزاء بالشرط.
(لكنه) اى ذلك الشىء (مبهم عنده) اى عند السامع (فاذا جيء بجواب الشرط صار مبينا وهذا) اى البيان بعد الابهام اوقع في النفس) واوكد لما تقدم في طى المباحث المتقدمة غير مرة ان ذكر الشيء مرتين مبهما مرة ومبينا مرة اخرى اوكد واوقع في النفس من ذكره مرة واحدة ولو مبينا.
(بخلاف نحو قول الخزيمى يرثى ابنه ويصف نفسه بشدة الحزن والصبر عليه) اى على ابنه.
ولو شئت ان ابكى دما لبكيته |
|
عليه ولكن ساحة الصبر اوسع |
(فان تعلق فعل المشية ببكاء الدم فعل غريب) اذ قلما يشاء الانسان ان يخرج الدم من عينه بطريق البكاء (فلا بد من ذكر المفعول) يعني دما (ليتقرر في نفس السامع ويانس السامع به) لان الغريب اذا لم يكن مذكورا لم يكن مقررا في ذهنه ولا مانوسا له.
قال الشيخ في دلائل الاعجاز اذا كان تعلق فعل المشية بمفعوله غريبا فحذفه غير مستحسن انتهى فيعلم من كلامه ان المستحسن ذكره والمستحسن عند البلغاء في حكم الواجب فلذا قال فلا بد من ذكره (واما قوله اى قول ابي الحسن على بن احمد الجوهرى.
فلم يبق منى الشوق غير تفكرى |
|
فلو شئت ان ابكى بكيت تفكرا |
(فليس منه اى مما ترك فيه حذف مفعول المشية بناء على غرابة تعلقها به) اى بالمفعول (على ما يسبق الى الوهم وذهب اليه) صدر الافاضل (صاحب الضرام من ان المراد لو شئت ان ابكى تفكرا