اذ المنوي كالثابت ولا يسمى محذوفا لأن الفعل ينزل لهذا القصد منزلة مالا مفعول له ومنه ربي الذي يحيي ويميت هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون كلوا واشربوا واذا رأيت ثم اذ المعنى ربي الذي يفعل الاحياء والاماتة وهل يستوي من يتصف بالعلم ومن ينفي عنه العلم واوقعوا الاكل والشرب وذروا الاسراف واذا حصلت منك رؤية هنالك انتهى.
(وهو أي هذا القسم الذي نزل منزلة اللازم ضربان لأنه اما ان يجعل الفعل حالكونه مطلقا اي من غير اعتبار عموم او خصوص فيه ومن غير اعتبار تعلقه بالمفعول كناية عنه اي عن ذلك الفعل حالكونه متعلقا بمفعول مخصوص دلت عليه قرينة او لا يجعل كذلك).
فالضرب (الثاني) اى الذى لا يجعل كناية (كقوله تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) فان الغرض) مجرد (اثبات العلم لهم) اى للفريق الاول (ونفيه) اي نفى العلم (عنهم) اى عن الفريق الثاني (من غير اعتبار عموم في افراده) اى في افراد العلم (ولا خصوص) في افراده (ومن غير اعتبار تعلقه) اى تعلق العلم (بمعلوم عام او خاص والمعنى لا يستوى من وجد له حقيقة العلم ومن لا توجد) حقيقة العلم له.
(ومع هذا) اي مع عدم الاعتبارين (لم يجعل مطلق العلم كناية عن العلم بمعلوم مخصوص تدل عليه القرينة وانما قدم) الضرب (الثانى) من قسمي الذى نزل منزلة اللازم (لانه باعتبار كثرة وقوعه) في كلام الله تعالى وفي كلام البلغاء بل في كلام عامة الناس وباعتبار كونه مطلقا من جميع القيود والتعلقات (اشد اهتماما