التقدير لو تملكون انتم تملكون لان حذف المفرد اسهل من حذف الجملة) قال ابن هشام في خاتمة الباب الخامس في بيان مقدار المقدر ينبغى تقليله ما امكن لثقل مخالفة الاصل انتهى وقال الجامى عند قول ابن الحاجب وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا في مثل زيد لمن قال من قام وانما قدر الفعل دون الخبر لان تقدير الخبر يوجب حذف الجملة وتقدير الفعل يوجب حذف احد جزئيها والتقليل في الحذف اولى انتهى.
(ولانه لا يعهد) من كلام العرب (حذف المؤكد) بالفتح (والعامل) فيه (مع بقاء التاكيد) فيه نظر يظهر وجهه مما تقدم فتامل جيدا.
(قال صاحب الكشاف هذا) الذي ذكر في الاية الى هنا (ما يقتضيه علم الاعراب) اى قواعد النحو (واما ما يقتضيه علم البيان) الشامل للفنون الثلاثة (فهو (لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ) فيه دلالة على الاختصاص) اى الحصر (و) دلالة على (ان الناس) المخاطبين بانتم (هم المختصون بالشح) اى البخل (المتبالغ) اي الشديد ونحوه قول حاتم (لو ذات سوار لطمتنى) وقول المتلمس (ولو غير اخوالى اراد وانقيصتى) وذلك (لان الفعل) يعنى تملكون (الاول لما سقط) اى حذف (لاجل) وجود (المفسر) يعنى تملكون الثاني الظاهر (برز الكلام) في الظاهر (في صورة المبتدء والخبر) ورحمة الله رزقه وسائر نعمه على خلقه ولقد بلغ هذا الوصف بالشح الغاية التى لا يبلغها الوهم وقيل هو لاهل مكة الذين اقترحوا ما اقترحوا من الينبوع والانهار وانهم لو ملكوا خزائن الارزاق ليخلوا بها انتهى كلام صاحب الكشاف